المراهق اعقل من أمه.. ,
منقول
للأخت سلمى القحطاني
بينما كنت أسير في مضمار مركز الأمير سلمان الاجتماعي عصر يوم ما..
إذ بامرأة في الخمسين من عمرها تقريبا تمشي خلفي ومعها صديقة لها..
وإذ بي أسمع منها عبارة:
(حاولت مع ولدي وضغت عليه بس ما رضى وما قدرت أأثر عليه)..
تمهلت قليلا حتى تقدمتا فجئت معهما في الصف وإذ بي أتفاجأ بمنظر هذه الأم؟!
فلباسها كاسي عاري "ترنك رياضي لا صق على جسمها المترهل" وسمنتها بدت واضحة جدا..
لحوم مضغوطة من الأمام ومن الخلف فقلت في نفسي:
يا ترى هل هذه تعنى بشئون التربية المستقيمة حتى تشتكي من تمرد ابنها؟
ما هي إلا ثواني معدودة حتى زالت الغرابة حين قالت لها صديقتها:
احمدي ربك ان الولد هو ما يبي يلبسه واتركي عنك هذه الأشياء..
قالت:
لا والله ما أبي ولدي متخلف عن غيره وقلت له أنا أمك ترى لباس "سكني" هو الموضة
وكل العيال يلبسونه اكشخ مثلهم ولكنه رماه وقال: منيب بنت حتى البسه؟
لله دره من مراهق يريد الحفاظ على ذكوريته ووالدته تريد له الميوعة والتشبه بلباس الأنثى والضيق جدا!
هذه بلوى..
بلوى لا دواء لها إلا أن يشاء الله.. فالأم التي قال عنها الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها** أعددت شعبا طيب الأعراق
غدت اليوم على النقيض فهي تصنع جيلا هزيلا مائعا وللأسف الشديد؟
لقد ذكرتني محاورة هذه الأم مع ابنها بتلك المحاورة المبكية بين نبي الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم خليل الله وبين والده آزر..
حيث كان الوالد يأمر ابنه بالشرك!! والولد يأبى ذلك ويدعو أباه إلى التوحيد!
فصمد كل منهما على رأيه و رفض دعوة الآخر وماتا على ذلك..
فيا ترى هل يصمد مراهقنا الصغير ويثبت أمام إغراء أمه وضغطها عليه لتلبسه ما لا يليق؟
وهل تصّر الأم وتقاوم على إفساد ابنها وتمييعه؟؟
نتمنى الثبات للولد والنشأة الطيبة الصالحة له وأن يحفظه المولى..
ومن الأعماق نتمنى التوبة للأم ونرجو الله أن يتوب عليها ونراها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
وتحث ابنها على فعل الخيرات وترك المنكرات وتخرّج لبلدها أبناء بررة معتزيين بدينهم ورجولتهم
بعيدين كل البعد عن الانحلال والفساد المعنوي والشكلي..
نتمنى ذلك والله على كل شيء قدير